كلمة رئيس مجلس الادارة

كلمة رئيس
مجلس الإدارة

بسم الله الرحمن الرحيم

الْحَمْدُ للهِ نَحْمَدُه ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، مَن يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضْلِلْ فلا هادِيَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه ﷺ، نَحْمَدُه الكريم المنَّان، ذو العطاء والإحسان، الذي خلَق الخَلق ليَعبدوه، وأجزَل عليهم النِّعم ليَشكروه، وله الحمد على نعمة الإسلام والقرآن، وله الحمد على ما أنعم علينا لخدمة الناس، المعسر منهم والضعيف، والمعدم والفقير، داخل دولتنا الحبيبة، فكم من أُسـر تعاني بصمت، وأفراد مقهورة ومظلومة، وأطفال تأن من الحرمان لأبسط أساسيات الحياة، وكم من أُسر منكوبة كانت في تعيش في كفاف وستر، وانقلب حالها بين عشية وضحاها من حالٍ طيب إلى كرب عظيم؛ بسبب كارثة ألمت بهم، كما رأينا وعايشنا ولامسنا تَبِعات كارثة جائحة كوفيد-١٩ التي أصابت العالم أجمع، ورأينا مآلها على شريحة كبيرة بمختلف أحوالهم.

 

ومن هذا المنطلق سعينا لتأسيس جمعية بذل الندى للأعمال الخيرية، والتي أُشهرت بتاريخ ٢٠ فبراير ٢٠٢٢ من قِبَل وزارة الشؤون الاجتماعية، بموجب القرار الوزاري رقم ٢٥/أ لسنة ٢٠٢٢، لتنصب الجهود داخل حدود دولتنا الحبيبة؛ لتخفيف معاناة الأسر والأفراد والأطفال، بعد دراسة دقيقة ووضع خطة مناسبة تعينهم على مواجهة أمور الحياة والمعيشة، تشمل جميع جوانب حياتهم، وتصون المقاصد الشرعية الضرورية الخمسة، ونهدف أيضًا إلى بناء علاقة بين المُحسِن المُحْسَن إليه، وذلك عن طريق مجالستهم، وبيان أننا نحب لهم ما نحب لأنفسنا، وكذلك عن طريق إرسال تقارير دورية بتفعيل قنوات خاصة؛ ليكون المُحسِن على اطلاع بحال المُحْسَن إليه، ومتابعة أحواله وكل ما يحتاج إليه، وأعظم ذلك الدعاء له بظهر غيب.

 

إخوة الإيمان والإسلام، الإحسان إلى الناس وتقديم الخدمة لهم بما يُستطاع، مِن أعظم الأعمال التي تُقرِّب إلى الله تعالى، ومفتاح من مفاتيح النُصرة، بها ترفع الدرجات، وتحط بها الخطيئات، وهو باب من أبواب تحصيل السعادة ورقة القلب، فتملأ القلب أنسًا وسرورًا، وتبعث في النفس راحةً وحبورًا، وهو باب سهلُ المنال، ذو عاقبة جميلة وأثر سريع في الدنيا، وأثر مدخر في الآخرة، ومَن رام محبَّة الله ورحمته، رحَم الضُّعفاء، وأحسن إلى المحتاج، ورفق بالأرامل والأيتام، إنها الرحمة التي يَرحم الله بها الرُّحماء، ويفتح بها أبواب البركات والخيرات من السماء، بُعِث بها سيِّد الأوَّلين والآخرين؛ كما قال ربُّنا في كتابه الـمبـين: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ سورة الأنبياء: ١٠٧ ، هذه مزية المسلمين، وشأن الموفَّقين المُسدَّدين، كم فرَّج الله بها من هموم، وكم أزالَ الله بها من غموم، إنها الرحمة، إذا أسكنَها الله في قلبك فتَح بها أبواب الخير في طريقك، وسَدَّدك وألْهَمك، وأرْشَدك وكنتَ من المحسنين.

 

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ، الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، فَمَنْ وَصَلَهَا؛ وَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا؛ قَطَعَهُ اللَّهُ ". سنن الترمذي/ 1924

ففي الحديث الحثُّ على التراحُمِ بين الناسِ، وعلى صِلةِ الأرحامِ، الَّذين يَرحَمون مَن في الأرضِ مِن إنسانٍ أو حيوانٍ أو طيرٍ أو غيرِه؛ شَفَقةً ورَحمةً ومُواساةً، "يَرحَمُهم الرَّحمنُ" برَحمتِه الَّتي وَسِعَت كلَّ شيءٍ، فيَتفضَّل عليهم بعَفوِه وغُفرانِه وبرِّه وإحسانِه؛ جزاءً وفاقًا.

 

جمعية بذل الندى للأعمال الخيرية تطرح بين أيديكم مشاريع متنوعة مبنية على آلية دقيقة ومنظمة؛ لتحقيق حفظ المقاصد الضرورية الخمسة، ليكون لها أثر فعال في تحسين الفرد والمجتمع والوطن، تعاهدكم على تطوير الجهود وتقديمها بإحسان، بما يليق بأهل الكويت وسكانها، ما استطاعت إلى ذلك سبيلًا، فنسأل الله سبحانه وتعالى الخيرات والتوفيق السداد.

 

 

مروة بنت عبدالعزيز بن عبدالله العيار